شروط الاستثمار في السعودية للأجانب

شروط الاستثمار في السعودية للأجانب

شروط الاستثمار في السعودية للأجانب (دليل شامل 2025)

تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا اقتصاديًا وتنمويًا هائلاً في ظل رؤية 2030 الطموحة، فاتحةً أبوابها على مصراعيها أمام الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) كركيزة أساسية لتنويع الاقتصاد وتحقيق النمو المستدام. هذا الانفتاح المتزايد يجعل الاستثمار في السعودية فرصة جاذبة للمستثمرين والشركات العالمية الباحثة عن أسواق جديدة وواعدة.
شروط الاستثمار في السعودية للأجانب
شروط الاستثمار في السعودية للأجانب

ولكن، قبل الانطلاق في هذه الرحلة الاستثمارية، من الضروري فهم شروط الاستثمار في السعودية للاجانب والإطار التنظيمي الذي يحكم هذه العملية. يهدف هذا الدليل الشامل   إلى تقديم نظرة مفصلة ومحدثة على متطلبات الاستثمار الأجنبي في المملكة، أنواع التراخيص المتاحة، القطاعات المستهدفة، الأنشطة المستثناة، والخطوات العملية لبدء مشروعك، ليكون مرشدك الموثوق في هذا السوق الديناميكي.

لماذا الاستثمار في السعودية الآن؟ (جاذبية السوق ورؤية 2030)

أصبحت المملكة العربية السعودية وجهة استثمارية جذابة بشكل متزايد للشركات الأجنبية لعدة أسباب رئيسية:

  • رؤية السعودية 2030: هذه الخطة الطموحة هي المحرك الأساسي للتحول الاقتصادي، وتهدف إلى تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط، تطوير قطاعات جديدة (مثل السياحة، الترفيه، التكنولوجيا، الصناعة، الخدمات اللوجستية)، وتحسين بيئة الأعمال بشكل كبير، مما يخلق فرصًا استثمارية هائلة في قطاعات متنوعة.
  • حجم السوق وقوته الشرائية: تعتبر السعودية أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعضوًا في مجموعة العشرين (G20). يتميز سوقها المحلي بالكبر والنمو، مع قوة شرائية عالية للسكان الذين يشكل الشباب نسبة كبيرة منهم.
  • الإصلاحات التنظيمية وتحسين بيئة الأعمال: قامت المملكة بتنفيذ إصلاحات واسعة لتبسيط الإجراءات، تقليل البيروقراطية، تحسين الأنظمة التجارية والقضائية، وتعزيز الشفافية لجعل الاستثمار الأجنبي في السعودية أكثر سهولة وجاذبية.
  • موقع استراتيجي: موقعها الجغرافي يربط بين ثلاث قارات (آسيا، أوروبا، أفريقيا)، مما يجعلها مركزًا لوجستيًا وتجاريًا هامًا.
  • الاستقرار الاقتصادي والسياسي (نسبيًا): على الرغم من التحديات الإقليمية، تتمتع المملكة باستقرار اقتصادي وسياسي نسبي مقارنة بالعديد من دول المنطقة.
  • تطور البنية التحتية: استثمارات ضخمة في تطوير البنية التحتية (مطارات، موانئ، طرق، شبكات اتصالات، مدن صناعية، مشاريع عملاقة مثل نيوم والبحر الأحمر) تعزز من جاذبية الاستثمار.
  • الحوافز الاستثمارية: تقدم الحكومة حوافز متنوعة في قطاعات معينة لتشجيع الاستثمار الأجنبي (سيتم التطرق لها لاحقًا).

كل هذه العوامل تجعل من دراسة شروط الاستثمار في السعودية للاجانب خطوة مهمة للشركات الراغبة في التوسع أو دخول هذا السوق الواعد.

الإطار القانوني والتنظيمي: وزارة الاستثمار (MISA) ونظام الاستثمار الأجنبي

الجهة الحكومية الرئيسية المسؤولة عن تنظيم وتشجيع ومتابعة الاستثمار الأجنبي في المملكة هي وزارة الاستثمار السعودية (Ministry of Investment - MISA)، والتي كانت تُعرف سابقًا باسم الهيئة العامة للاستثمار (SAGIA).

  • دور وزارة الاستثمار (MISA):
    • إصدار تراخيص الاستثمار الأجنبي للشركات الراغبة في العمل في المملكة.
    • تطوير وتحسين البيئة الاستثمارية.
    • تقديم الخدمات والدعم للمستثمرين الأجانب قبل وبعد الحصول على الترخيص.
    • الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة.
    • اقتراح وتطوير السياسات المتعلقة بالاستثمار الأجنبي.
  • نظام الاستثمار الأجنبي: هو الإطار القانوني الرئيسي الذي ينظم دخول وعمل الاستثمارات الأجنبية في المملكة. يحدد النظام الحقوق والالتزامات للمستثمر الأجنبي، القطاعات المتاحة للاستثمار، الأنشطة المستثناة، شروط الحصول على التراخيص، والحوافز والضمانات المقدمة. تم تحديث هذا النظام ولوائحه التنفيذية عدة مرات ليتماشى مع أهداف رؤية 2030 وتسهيل الإجراءات.
  • أهمية التواصل مع MISA: تعتبر وزارة الاستثمار (MISA) هي نقطة الاتصال الأولى والأساسية لأي مستثمر أجنبي. يوفر موقعها الإلكتروني معلومات شاملة وخدمات إلكترونية لتقديم طلبات الترخيص ومتابعتها.

فهم دور MISA ونظام الاستثمار الأجنبي هو الخطوة الأولى لمعرفة المتطلبات والإجراءات الرسمية.

الشروط العامة للاستثمار الأجنبي في السعودية

بشكل عام، هناك مجموعة من الشروط الأساسية التي يجب أن يستوفيها المستثمر الأجنبي (سواء كان فردًا أو شركة) للحصول على ترخيص استثماري وممارسة النشاط في المملكة:

  1. أهلية المستثمر: يجب أن يكون المستثمر الأجنبي (إذا كان شركة) كيانًا قانونيًا معترفًا به ومسجلاً في بلده الأصلي، أو فردًا (غير سعودي) يتمتع بالأهلية القانونية.
  2. توافق النشاط الاستثماري: يجب أن يكون النشاط الذي يرغب المستثمر في ممارسته ضمن الأنشطة المسموح بها للاستثمار الأجنبي في المملكة، وألا يكون مدرجًا في قائمة الأنشطة المستثناة (Negative List) التي تحددها وزارة الاستثمار.
  3. عدم وجود أحكام سابقة: يجب ألا يكون المستثمر الأجنبي أو مديروه قد صدرت بحقهم أحكام نهائية في جرائم مالية أو تجارية مخلة بالأمانة أو الشرف، سواء داخل المملكة أو خارجها.
  4. الالتزام بالأنظمة واللوائح السعودية: يجب أن يتعهد المستثمر بالالتزام بجميع الأنظمة واللوائح المعمول بها في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك أنظمة العمل، الضرائب، البيئة، وغيرها.
  5. استيفاء المتطلبات الخاصة بالنشاط: قد تتطلب بعض الأنشطة المحددة استيفاء شروط إضافية تتعلق بالخبرة الفنية، القدرة المالية، المؤهلات، أو الحصول على موافقات من جهات حكومية أخرى ذات علاقة بالنشاط.
  6. الجدوى الاقتصادية (ضمنًا): على الرغم من عدم كونه شرطًا explicit دائمًا، فإن تقديم خطة عمل أو دراسة جدوى توضح الفائدة الاقتصادية للمشروع للمملكة قد يكون مطلوبًا أو داعمًا للطلب في بعض الحالات.
  7. الالتزام بالاتفاقيات الدولية: يجب ألا يتعارض الاستثمار مع أي اتفاقيات دولية تكون المملكة طرفًا فيها.

هذه هي الشروط العامة، ولكن قد تختلف التفاصيل والمتطلبات الدقيقة بناءً على نوع الترخيص والنشاط المحدد.

أنواع التراخيص الاستثمارية المتاحة للأجانب

تصدر وزارة الاستثمار (MISA) أنواعًا مختلفة من التراخيص بناءً على طبيعة النشاط الذي سيمارسه المستثمر الأجنبي. أبرز هذه الأنواع:

  • 1. الترخيص الخدمي (Service License): يُمنح للشركات الأجنبية الراغبة في تقديم خدمات متنوعة داخل المملكة، مثل الخدمات الاستشارية (إدارية، مالية، هندسية)، خدمات تقنية المعلومات، خدمات التعليم والتدريب، الخدمات الصحية، الخدمات اللوجستية، خدمات المقاولات، خدمات السياحة والترفيه، وغيرها الكثير من الأنشطة الخدمية المسموح بها. غالبًا ما يسمح هذا الترخيص بملكية أجنبية بنسبة 100%.
  • 2. الترخيص الصناعي (Industrial License): يُمنح للمستثمرين الأجانب الراغبين في تأسيس مشاريع صناعية وإنتاجية داخل المملكة. يهدف هذا الترخيص إلى تشجيع التصنيع المحلي ونقل التكنولوجيا. يسمح أيضًا عادةً بملكية أجنبية بنسبة 100%. قد تكون هناك حوافز إضافية مرتبطة بالمشاريع الصناعية (مثل الإعفاءات الجمركية على المواد الخام والمعدات).
  • 3. الترخيص التجاري (Trading License / Retail & Wholesale): كان هذا القطاع مقيدًا بشكل كبير أمام الملكية الأجنبية الكاملة في الماضي، لكن الإصلاحات الأخيرة سمحت بملكية أجنبية بنسبة 100% في قطاعي تجارة الجملة والتجزئة، ولكن بشروط ومتطلبات استثمارية أعلى غالبًا (مثل حجم استثمار معين، الالتزام بنسب توطين محددة، خطط للتدريب). يتيح هذا الترخيص للشركات الأجنبية بيع منتجاتها مباشرة في السوق السعودي.
  • 4. الترخيص العقاري (Real Estate License): يُمنح للمستثمرين الأجانب الراغبين في الاستثمار في تطوير المشاريع العقارية الكبرى (وليس مجرد تملك العقارات للأفراد، الذي له قواعده الخاصة). هذا الترخيص غالبًا ما يكون له متطلبات رأس مال كبيرة وشروط محددة. (ملاحظة: لا يشمل هذا تملك العقارات في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة للأجانب غير المسلمين).
  • 5. تراخيص أخرى متخصصة: قد توجد تراخيص لأنشطة أخرى مثل:
    • الترخيص الزراعي: للاستثمار في المشاريع الزراعية (قد تكون له شروط خاصة تتعلق بالمياه وملكية الأرض).
    • ترخيص التعدين: لاستغلال الموارد المعدنية (يخضع لنظام الاستثمار التعديني).
    • تراخيص قطاع الطاقة والمياه.
    • تراخيص المكاتب العلمية والفنية (لأغراض الدعم والتسويق وليس البيع المباشر).
    • تراخيص ريادة الأعمال (Entrepreneur License): تم إطلاق مبادرات وتراخيص خاصة لرواد الأعمال الأجانب بشروط ميسرة نسبيًا لتأسيس شركات ناشئة في قطاعات معينة.

يجب على المستثمر تحديد نوع النشاط الذي يرغب في ممارسته بدقة لاختيار نوع الترخيص الصحيح ومعرفة المتطلبات الخاصة به.

قائمة الأنشطة المستثناة من الاستثمار الأجنبي (Negative List)

على الرغم من الانفتاح الكبير، لا تزال هناك بعض القطاعات والأنشطة التي لا يُسمح للمستثمرين الأجانب بالاستثمار فيها بشكل مباشر في المملكة العربية السعودية. تُعرف هذه القائمة بـ "قائمة الأنشطة المستثناة من الاستثمار الأجنبي" أو "القائمة السلبية"، وتقوم وزارة الاستثمار بتحديثها بشكل دوري.

أمثلة شائعة لأنشطة مدرجة في القائمة السلبية (قد تتغير القائمة، تحقق دائمًا من المصدر الرسمي - MISA):
  • قطاع النفط والغاز: التنقيب عن البترول واستخراجه وإنتاجه (ما لم يكن ذلك ضمن اتفاقيات امتياز خاصة مع الحكومة).
  • قطاعات أمنية وعسكرية: صناعة وتجارة الأسلحة النارية والذخائر والمتفجرات والمعدات العسكرية، وتقديم بعض الخدمات الأمنية (مثل خدمات الحراسة الخاصة).
  • خدمات الحج والعمرة: بعض الخدمات المرتبطة مباشرة بالحج والعمرة (مثل خدمات الطوافة والإرشاد السياحي الديني المخصص للحج والعمرة).
  • الاستثمار العقاري في مكة والمدينة: تملك الأجانب غير المسلمين للعقارات داخل حدود مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة محظور.
  • خدمات التوظيف الأهلي وبعض خدمات الموارد البشرية.
  • مصائد الأسماك واستغلال الثروات المائية الحية في المياه الإقليمية السعودية.
  • بعض الخدمات الإعلامية المحددة.
  • خدمات الطباعة والنشر (قد تكون هناك قيود معينة).
  • خدمات التحريات الأمنية الخاصة.

ملاحظة هامة: هذه القائمة ليست شاملة وقد تتغير. من الضروري جدًا مراجعة القائمة السلبية الرسمية والمحدثة المنشورة على موقع وزارة الاستثمار (MISA) قبل البدء في أي إجراءات لطلب الترخيص، للتأكد من أن نشاطك المقترح مسموح به.

المتطلبات الخاصة ورأس المال المطلوب

بالإضافة إلى الشروط العامة، قد تكون هناك متطلبات خاصة تختلف باختلاف نوع النشاط والترخيص. من أهم هذه المتطلبات هو الحد الأدنى لرأس المال المطلوب.

  • الملكية الأجنبية 100%: كقاعدة عامة، تسمح المملكة الآن بملكية أجنبية بنسبة 100% في معظم القطاعات الخدمية والصناعية، ولم تعد تشترط وجود شريك سعودي في كثير من الحالات (على عكس ما كان سائدًا في الماضي).
  • الحد الأدنى لرأس المال: يختلف الحد الأدنى المطلوب لرأس المال بشكل كبير حسب نوع النشاط.
    • الأنشطة الخدمية والصناعية (العامة): قد لا يكون هناك حد أدنى مرتفع جدًا لرأس المال في كثير من الأنشطة الخدمية والصناعية العامة التي يسمح فيها بملكية 100% (قد تكون هناك متطلبات رمزية أو تعتمد على حجم المشروع).
    • الترخيص التجاري (الجملة والتجزئة): غالبًا ما يتطلب هذا الترخيص (للملكية الأجنبية 100%) حدًا أدنى مرتفعًا لرأس المال (كان في السابق يصل إلى 20 مليون ريال سعودي أو أكثر، وقد يتغير الرقم - تحقق من MISA)، بالإضافة إلى التزامات أخرى تتعلق بالاستثمار في التدريب والتوطين.
    • المشاريع العقارية الكبرى: تتطلب عادةً رؤوس أموال ضخمة جدًا.
    • تراخيص ريادة الأعمال: قد تكون لها متطلبات رأس مال أقل أو معفاة منها في البداية لتشجيع الشركات الناشئة.
  • أهمية التحقق من MISA: نظرًا لأن متطلبات رأس المال والشروط الخاصة تتغير وتختلف بشكل كبير، فإن المصدر الرسمي والموثوق الوحيد لهذه المعلومات هو وزارة الاستثمار (MISA). يجب مراجعة موقعهم الإلكتروني أو التواصل معهم مباشرة لمعرفة المتطلبات الدقيقة للنشاط الذي ترغب في ممارسته.

خطوات الحصول على ترخيص استثماري في السعودية للأجانب

أصبحت عملية الحصول على ترخيص الاستثمار الأجنبي أكثر تبسيطًا بفضل الخدمات الإلكترونية التي تقدمها وزارة الاستثمار (MISA). تتضمن الخطوات العامة ما يلي (قد تختلف التفاصيل قليلاً):

  1. 1. التسجيل وتقديم الطلب عبر بوابة MISA الإلكترونية: الخطوة الأولى هي زيارة الموقع الإلكتروني لوزارة الاستثمار وإنشاء حساب للمستثمر الأجنبي، ثم ملء نموذج طلب الترخيص الاستثماري إلكترونيًا، مع تحديد نوع النشاط بدقة واختيار الكيان القانوني المرغوب (مثل شركة ذات مسؤولية محدودة، فرع شركة أجنبية).
  2. 2. تقديم المستندات المطلوبة: ستحتاج إلى تحميل مجموعة من المستندات الداعمة للطلب. تختلف المستندات المطلوبة قليلاً حسب نوع المستثمر (شركة أم فرد) ونوع النشاط، ولكنها تشمل عادةً:
    • نسخة من السجل التجاري للشركة الأم في بلدها الأصلي (إذا كان المستثمر شركة)، مصدقة من السفارة السعودية هناك.
    • القوائم المالية المدققة للشركة الأم لآخر سنة مالية على الأقل.
    • قرار من مجلس إدارة الشركة الأم بالاستثمار في السعودية وتعيين مدير عام للفرع أو الشركة الجديدة.
    • صورة من جواز السفر للمدير العام المعين (وللملاك إذا كانوا أفرادًا).
    • خطة عمل أولية للمشروع في السعودية (قد تكون مطلوبة لأنشطة معينة).
    • إثبات القدرة المالية (في بعض الحالات).
    • أي مستندات إضافية قد تطلبها MISA حسب النشاط.
    يجب أن تكون المستندات الرسمية مترجمة إلى اللغة العربية من مترجم معتمد ومصدقة حسب الأصول.
  3. 3. مراجعة الطلب من قبل MISA: ستقوم وزارة الاستثمار بمراجعة الطلب والمستندات المقدمة للتأكد من استيفاء جميع الشروط والمتطلبات. قد يطلبون معلومات إضافية أو توضيحات.
  4. 4. دفع الرسوم (إن وجدت): قد تكون هناك رسوم مرتبطة بإصدار الترخيص.
  5. 5. إصدار الترخيص الاستثماري: في حال الموافقة على الطلب واستيفاء كافة الشروط، ستقوم MISA بإصدار ترخيص الاستثمار الأجنبي الخاص بك. هذا الترخيص هو الوثيقة الأساسية التي تسمح لك بالبدء في إجراءات تأسيس وتسجيل كيانك القانوني في المملكة.
  6. 6. الإجراءات اللاحقة للتأسيس: الحصول على ترخيص MISA هو الخطوة الأولى فقط. بعد ذلك، ستحتاج إلى استكمال إجراءات تأسيس الشركة أو الفرع رسميًا، والتي تشمل عادةً:
    • الحصول على سجل تجاري من وزارة التجارة.
    • تسجيل الشركة في الغرفة التجارية.
    • فتح ملف في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية (لأغراض التوظيف والتوطين).
    • التسجيل في هيئة الزكاة والضريبة والجمارك.
    • فتح حساب بنكي للشركة.
    • الحصول على أي تراخيص أو موافقات أخرى خاصة بالنشاط من الجهات الحكومية المعنية.

تهدف MISA والجهات الحكومية الأخرى إلى تبسيط هذه الإجراءات قدر الإمكان عبر منصات إلكترونية موحدة، لكن لا يزال من المستحسن الاستعانة بمستشارين قانونيين أو مكاتب خدمات متخصصة في تأسيس الشركات للأجانب في السعودية لضمان استكمال جميع الخطوات بشكل صحيح وفعال.

الحوافز الاستثمارية المقدمة للأجانب

لتشجيع وجذب الاستثمار الأجنبي النوعي، تقدم المملكة العربية السعودية مجموعة من الحوافز والمزايا للمستثمرين، والتي قد تختلف باختلاف القطاع وحجم الاستثمار والموقع الجغرافي للمشروع (مثل المناطق الاقتصادية الخاصة). تشمل الحوافز المحتملة:

  • إمكانية الملكية الأجنبية بنسبة 100% في معظم القطاعات.
  • حرية تحويل الأموال المتعلقة بالاستثمار (الأرباح، رأس المال) إلى الخارج.
  • ضمانات ضد المصادرة إلا بحكم قضائي ومقابل تعويض عادل.
  • عدم التمييز بين المستثمر الأجنبي والسعودي في معظم المعاملات (مع بعض الاستثناءات المتعلقة بالتوطين أو الدعم).
  • حوافز ضريبية محتملة: قد تشمل إعفاءات ضريبية مؤقتة أو تخفيضات في معدلات ضريبة الدخل على الشركات في قطاعات أو مناطق معينة (يجب التحقق من الأنظمة الضريبية الحالية).
  • إعفاءات جمركية: إمكانية الحصول على إعفاءات من الرسوم الجمركية على استيراد الآلات والمعدات والمواد الخام اللازمة للمشاريع الصناعية.
  • دعم وتمويل: إمكانية الحصول على قروض ميسرة أو دعم من صناديق التنمية الحكومية (مثل صندوق التنمية الصناعية السعودي) للمشاريع المؤهلة.
  • بنية تحتية متطورة: توفر مدن صناعية ومناطق اقتصادية خاصة مجهزة ببنية تحتية وخدمات متكاملة.
  • برامج دعم الابتكار والبحث والتطوير.

ينصح بالتحقق من الحوافز المتاحة بشكل خاص للقطاع الذي تستهدفه من خلال وزارة الاستثمار أو الجهات الحكومية ذات العلاقة.

اعتبارات وتحديات هامة للمستثمر الأجنبي

على الرغم من التحسينات الكبيرة في بيئة الاستثمار، لا تزال هناك بعض الاعتبارات والتحديات التي يجب أن يكون المستثمر الأجنبي على دراية بها:
  • إجراءات بيروقراطية (مستمرة في التحسن): على الرغم من الجهود الكبيرة للتبسيط، قد لا تزال بعض الإجراءات الحكومية تتطلب وقتًا وجهدًا ومتابعة.
  • متطلبات التوطين (السعودة - Nitaqat): تفرض أنظمة العمل السعودية متطلبات لتوظيف نسبة معينة من المواطنين السعوديين في الشركات (نظام نطاقات). يجب على المستثمرين الأجانب فهم هذه المتطلبات والالتزام بها لتجنب الغرامات أو صعوبة الحصول على تأشيرات عمل للموظفين الأجانب.
  • تكاليف العمالة والتشغيل: قد تكون تكاليف استقدام وتشغيل العمالة الأجنبية مرتفعة بسبب الرسوم الحكومية، بالإضافة إلى الحاجة لتوفير رواتب تنافسية لجذب الكفاءات السعودية.
  • الأنظمة الضريبية: يجب فهم النظام الضريبي السعودي بشكل جيد (ضريبة الدخل على الشركات الأجنبية، ضريبة القيمة المضافة VAT، ضريبة الاستقطاع) والاستعانة بمستشارين ضريبيين.
  • الاختلافات الثقافية وبيئة العمل: قد يحتاج المستثمرون الأجانب وفريق عملهم إلى التكيف مع الثقافة المحلية وبيئة العمل المختلفة.
  • تطور الأنظمة واللوائح: بيئة الأعمال في السعودية تتطور بسرعة، مما يعني أن الأنظمة واللوائح قد تتغير. من المهم البقاء على اطلاع دائم بآخر التحديثات.
  • المنافسة المحلية: السوق السعودي سوق تنافسي، ويجب على المستثمر الأجنبي تقديم قيمة مضافة ومنتجات أو خدمات مبتكرة للمنافسة بفعالية.
إجراء دراسة جدوى شاملة وفهم دقيق للسوق المحلي والبيئة التنظيمية، بالإضافة إلى الاستعانة بالخبرات المحلية (مستشارين قانونيين، ماليين، تسويقيين)، هي خطوات حاسمة للتغلب على هذه التحديات وتحقيق النجاح.
الخاتمة: تفتح المملكة العربية السعودية أبوابها بثقة أمام الاستثمار الأجنبي، مدفوعة برؤية 2030 الطموحة وسعيها لتنويع اقتصادها وتحسين بيئة الأعمال. يوفر الاستثمار في السعودية فرصًا واعدة في سوق كبير ونامٍ عبر قطاعات متنوعة، مدعومًا بإصلاحات تنظيمية وبنية تحتية متطورة.

ومع ذلك، يتطلب النجاح فهمًا دقيقًا لـشروط الاستثمار في السعودية للاجانب، بدءًا من استيفاء المتطلبات العامة، مرورًا باختيار نوع الترخيص المناسب وتجنب الأنشطة المستثناة، وصولًا إلى استكمال إجراءات التأسيس والالتزام بالأنظمة المحلية. تعتبر وزارة الاستثمار (MISA) هي الجهة المرجعية الأساسية للحصول على المعلومات الرسمية والتراخيص اللازمة. من خلال التخطيط الدقيق، الاستعانة بالخبرات المحلية، وفهم كل من الفرص والتحديات، يمكن للمستثمرين الأجانب المساهمة في قصة التحول الاقتصادي للمملكة وتحقيق النجاح المتبادل في عام 2025 وما بعده.

كـــــارم المرحـبـي
كـــــارم المرحـبـي
تعليقات