من هو أفضل رئيس حكم اليمن؟

من هو أفضل رئيس حكم اليمن؟ سؤال معقد وإجابات متعددة

يُعدّ سؤال "من هو أفضل رئيس حكم اليمن؟" من الأسئلة الشائكة والمعقدة التي لا تحمل إجابة واحدة قاطعة يتفق عليها جميع اليمنيين. فتاريخ اليمن الحديث، بشطريه الشمالي والجنوبي قبل الوحدة، وبعدها، مليء بالتحولات الجذرية، والصراعات الداخلية، والتدخلات الخارجية، وشهد مرور قادة ورؤساء ترك كل منهم بصمته الخاصة، الإيجابية والسلبية، على مسار البلاد. 
من هو أفضل رئيس حكم اليمن


إن محاولة تقييم قادة دول مرت بظروف معقدة مثل اليمن يتطلب نظرة فاحصة تتجاوز الشعارات والأحكام المسبقة. يجب الأخذ في الاعتبار الظروف المحلية والإقليمية والدولية التي حكم فيها كل رئيس، والموارد المتاحة له، والتحديات البنيوية التي ورثها. فما قد يبدو إنجازًا في فترة ما، قد يُنظر إليه بشكل مختلف في سياق تاريخي أوسع. و فهم معايير التقييم المختلفة التي يستخدمها اليمنيون أنفسهم أمر ضروري؛ فالبعض قد يركز على بناء الدولة والمؤسسات، والبعض الآخر على تحقيق الوحدة والاستقرار، وفريق ثالث قد يولي أهمية قصوى للعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. كل هذه المعايير مشروعة وتساهم في تكوين صورة مركبة ومتعددة الأوجه عن إرث كل رئيس.

معايير تقييم الرؤساء

عندما يتناول النقاش مسألة "أفضل رئيس"، تبرز تلقائيًا مجموعة من المعايير التي يمكن استخدامها للتقييم، وإن كان وزن كل معيار يختلف من شخص لآخر. فهم هذه المعايير يساعد على تحليل فترات الحكم بشكل أكثر موضوعية:
  1. الاستقرار السياسي والأمني: قدرة الرئيس على الحفاظ على استقرار البلاد، وإنهاء الصراعات الداخلية، وتوفير الأمن للمواطنين. هل شهدت فترة حكمه حروبًا أهلية، انقلابات، أم سلامًا نسبيًا؟
  2. التنمية الاقتصادية والاجتماعية: مدى نجاح الرئيس في تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، تطوير البنية التحتية (طرق، كهرباء، مياه)، توفير فرص العمل، تحسين خدمات التعليم والصحة، ومكافحة الفقر.
  3. الوحدة الوطنية والهوية: جهود الرئيس في تعزيز الوحدة بين مختلف مكونات الشعب اليمني (شمالًا وجنوبًا، قبائل ومناطق، طوائف)، وترسيخ هوية وطنية جامعة تتجاوز الانتماءات الضيقة.
  4. بناء الدولة والمؤسسات: مدى قدرة الرئيس على بناء مؤسسات دولة قوية وفعالة (جيش، قضاء، إدارة مدنية)، وتطبيق القانون، ومكافحة الفساد.
  5. السياسة الخارجية والعلاقات الدولية: كيفية إدارة الرئيس لعلاقات اليمن مع دول الجوار والقوى الإقليمية والدولية، ومدى نجاحه في الحفاظ على سيادة اليمن واستقلاله وتحقيق مصالحه الخارجية.
  6. الحريات وحقوق الإنسان: سجل الرئيس في مجال احترام حقوق الإنسان، الحريات العامة (تعبير، صحافة، تجمع)، التعددية السياسية، وإجراء انتخابات نزيهة.
  7. التعامل مع الأزمات: كيفية تعامل الرئيس مع الأزمات الكبرى التي واجهت البلاد خلال فترة حكمه (كوارث طبيعية، أزمات اقتصادية، تهديدات أمنية).
  8. الإرث والتأثير طويل الأمد: ما هي الآثار الدائمة التي تركتها فترة حكم الرئيس على مسار اليمن؟ هل كانت إيجابية أم سلبية على المدى الطويل؟
من خلال تطبيق هذه المعايير (وغيرها) على فترات حكم الرؤساء المختلفين، يمكن تكوين فهم أعمق للتحديات التي واجهوها والنجاحات والإخفاقات المرتبطة بكل فترة، مع الإقرار مجددًا بأن التقييم النهائي يبقى محكومًا بالزاوية التي يُنظر منها.

لمحات عن فترات حكم رؤساء بارزين

مر على اليمن، بشطريه ثم موحدًا، العديد من القادة. نستعرض هنا بإيجاز فترات حكم بعض الشخصيات الرئيسية التي غالبًا ما يرد ذكرها عند الحديث عن تاريخ اليمن الرئاسي، مع التركيز على السياق والإرث المحتمل دون إصدار أحكام نهائية:

  1. المشير عبد الله السلال (الجمهورية العربية اليمنية - الشمال) 📌 أول رئيس للشطر الشمالي بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 التي أطاحت بالحكم الإمامي. يُنسب إليه الفضل في تأسيس الجمهورية، ولكنه حكم في فترة حرب أهلية طاحنة (بين الجمهوريين والملكيين) ودعم مصري كبير. واجه تحديات بناء دولة من الصفر في ظل صراع مرير وانقسامات داخل الصف الجمهوري، وانتهى حكمه بانقلاب أبيض عام 1967. يراه البعض مؤسسًا للجمهورية، بينما يرى آخرون أن فترة حكمه اتسمت بالاضطراب والاعتماد على الخارج.
  2. الرئيس قحطان محمد الشعبي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - الجنوب) 📌 أول رئيس لليمن الجنوبي بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1967. قاد الجبهة القومية للتحرير، لكن فترة حكمه كانت قصيرة ومليئة بالصراعات الداخلية داخل الجبهة نفسها، مما أدى إلى إزاحته عام 1969 من قبل الجناح اليساري الأكثر راديكالية. يعتبر رمزًا للاستقلال في الجنوب، لكن فترة حكمه لم تشهد استقرارًا يذكر.
  3. الرئيس إبراهيم الحمدي (الجمهورية العربية اليمنية - الشمال) 📌 تولى السلطة في انقلاب عام 1974. يحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم لدى قطاعات واسعة من اليمنيين، ويُنظر إليه كرئيس سعى لبناء دولة حديثة ومؤسسات قوية، ومحاربة الفساد والقبلية، وتحقيق قدر من التنمية الاقتصادية والاجتماعية. تميزت فترة حكمه القصيرة (اغتيل عام 1977) بنوع من الاستقرار النسبي والتوجه نحو التخطيط. يرى مؤيدوه أنه لو استمر حكمه لكان مسار اليمن مختلفًا، بينما يشير منتقدوه إلى أن فترة حكمه لم تخلُ من القمع لبعض المعارضين وأن مشروعه كان لا يزال في بداياته عند اغتياله الغامض.
  4. الرئيس علي عبد الله صالح (الجمهورية العربية اليمنية ثم الجمهورية اليمنية الموحدة) 📌 الرئيس الأطول حكمًا في تاريخ اليمن (من 1978 حتى 2012). يُعتبر شخصية محورية ومثيرة للجدل بشكل كبير. يُنسب إليه الفضل في تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990، وهو إنجاز تاريخي هام. كما شهدت فترة حكمه الطويلة بناء بعض البنى التحتية وتوسيع نطاق الدولة، ولعب دورًا معقدًا في إدارة التوازنات القبلية والسياسية. لكن فترة حكمه اتسمت أيضًا بتزايد الفساد، وضعف المؤسسات، والاعتماد على شبكات المحسوبية والولاء الشخصي، وتهميش الجنوب بعد حرب 1994، وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وانتشار السلاح، ونشوء حركات تمرد (الحوثيين في الشمال، الحراك الجنوبي). انتهى حكمه بثورة شعبية عام 2011 ضمن الربيع العربي. يراه البعض بانيًا لليمن الحديث ومحققًا للوحدة، بينما يراه آخرون مسؤولاً عن الأزمات العميقة التي تعاني منها البلاد وترسيخ نظام حكم فردي فاسد.
  5. الرئيس سالم ربيع علي سالمين (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - الجنوب) 📌 حكم اليمن الجنوبي بعد إزاحة قحطان الشعبي، وكان يمثل الجناح اليساري المتشدد. شهدت فترة حكمه تطبيق إجراءات اشتراكية راديكالية مثل التأميم والإصلاح الزراعي، ودعم حركات التحرر العالمية. لكنها اتسمت أيضًا بالصراعات الداخلية الدامية داخل الحزب الاشتراكي الحاكم، وانتهت بإعدامه عام 1978 بعد أحداث دموية. يراه البعض مناضلاً ضد الإمبريالية وساعيًا للعدالة الاجتماعية، بينما يراه آخرون مسؤولاً عن فترة من القمع والتطرف الأيديولوجي والصراعات الدموية.
  6. الرئيس علي ناصر محمد (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - الجنوب) 📌 تولى السلطة بعد سالمين، وحاول اتباع نهج أكثر اعتدالاً في السياسة الداخلية والخارجية. لكن فترة حكمه شهدت استمرار الصراعات داخل الحزب الاشتراكي، وبلغت ذروتها في أحداث يناير 1986 الدموية التي أدت إلى حرب أهلية قصيرة وإزاحته عن السلطة. يراه البعض شخصية براغماتية حاولت الانفتاح، بينما يحمله آخرون مسؤولية الصراع الدموي الذي أضعف اليمن الجنوبي قبيل الوحدة.
  7. الرئيس عبد ربه منصور هادي (الجمهورية اليمنية) 📌 تولى السلطة كرئيس انتقالي بعد تنحي صالح عام 2012 بناءً على المبادرة الخليجية. كان الهدف من فترته الانتقالية قيادة حوار وطني شامل وصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات. انعقد مؤتمر الحوار الوطني، ولكن البلاد انزلقت نحو مزيد من الاضطراب، وسيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014، والتدخل العسكري بقيادة السعودية عام 2015. يُنظر إلى فترة حكمه على أنها فترة انتقالية فشلت في تحقيق أهدافها وغرقت فيها البلاد في حرب مدمرة لا تزال مستمرة. يحمله البعض مسؤولية ضعف الأداء والفشل في إدارة المرحلة الانتقالية، بينما يرى آخرون أنه واجه تحديات هائلة وظروفًا قاهرة وتدخلات خارجية وداخلية أفشلت جهوده.

هذه مجرد لمحات سريعة، وكل فترة حكم تستحق دراسة أعمق لفهم تعقيداتها. من الواضح أن تاريخ اليمن الرئاسي متشابك ومليء بالتقلبات، وأن إرث كل رئيس يظل محل نقاش وجدل بين اليمنيين.

تحديات الحكم في اليمن سياق لا يمكن إغفاله

عند تقييم أداء أي رئيس يمني، من الضروري فهم التحديات الهيكلية والمستمرة التي واجهت (ولا تزال تواجه) من يتولى السلطة في هذا البلد. تجاهل هذا السياق يجعل أي تقييم غير مكتمل وغير عادل. من أبرز هذه التحديات:

  • التركيبة القبلية والمناطقية المعقدة لطالما لعبت القبيلة دورًا محوريًا في السياسة والمجتمع اليمني، وكانت إدارة التوازنات بين القبائل المختلفة والمناطق المتنافسة تحديًا كبيرًا لأي حاكم يسعى لبسط سلطة الدولة المركزية.
  • ضعف الموارد الاقتصادية يعاني اليمن من شح في الموارد الطبيعية (خاصة المياه)، واعتماد كبير على قطاع النفط المتراجع، ومحدودية الأراضي الزراعية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، مما يجعل مهمة تحقيق التنمية المستدامة صعبة للغاية.
  • التاريخ الطويل من الانقسامات والصراعات سواء كان الانقسام بين الشمال والجنوب، أو الصراعات داخل كل شطر، أو الحروب الأهلية، فإن تاريخ اليمن الحديث مثقل بالنزاعات التي استنزفت الموارد وأضعفت النسيج الاجتماعي وعرقلت بناء الدولة.
  • الموقع الجغرافي الاستراتيجي والتدخلات الخارجية موقع اليمن الهام على مضيق باب المندب جعله ساحة للتنافس الإقليمي والدولي، وتعرض لتدخلات خارجية متعددة أثرت بشكل كبير على مساره السياسي والأمني.
  • انتشار السلاح يُعدّ اليمن من أكثر البلدان التي ينتشر فيها السلاح بين المواطنين خارج سيطرة الدولة، مما يشكل تحديًا أمنيًا كبيرًا ويسهل اندلاع النزاعات وتصعيدها.
  • ضعف مؤسسات الدولة عانت مؤسسات الدولة اليمنية تاريخيًا من الضعف، والفساد، ونقص الكفاءة، وصعوبة الوصول إلى جميع مناطق البلاد، مما حد من قدرة أي حكومة على تنفيذ سياساتها بفعالية.
  • النمو السكاني السريع يواجه اليمن معدلات نمو سكاني عالية تضع ضغوطًا إضافية على الموارد المحدودة والخدمات الأساسية والبنية التحتية.

إن إدراك حجم هذه التحديات يساعد على فهم الصعوبات الجمة التي واجهت كل من حاول حكم اليمن، ويجعل تقييم أدائهم أكثر توازنًا، مع الاعتراف بأن طريقة تعامل كل رئيس مع هذه التحديات تختلف وتستحق التقييم بحد ذاتها كجزء من إرثه السياسي.

وجهات نظر مختلفة: لماذا يختلف اليمنيون؟

يعكس الاختلاف في تقييم الرؤساء اليمنيين التنوع الكبير داخل المجتمع اليمني نفسه، بالإضافة إلى التجارب المتباينة التي عاشها الأفراد والمجموعات خلال فترات الحكم المختلفة. يمكن تلخيص بعض أسباب هذا الاختلاف في النقاط التالية:
  • الانتماء المناطقي والجغرافي: غالبًا ما ينظر سكان منطقة معينة إلى الرئيس الذي ينتمي إليها أو الذي أولى منطقتهم اهتمامًا خاصًا (حقيقيًا أو متصورًا) بشكل إيجابي أكثر من غيرهم. كما أن تجربة الشمال والجنوب المختلفة قبل وبعد الوحدة تؤثر بشكل كبير على تقييم الرؤساء، وخاصة علي عبد الله صالح.
  • الخلفية السياسية والأيديولوجية: تختلف نظرة المؤيدين لتيار سياسي معين (اشتراكي، قومي، إسلامي، ليبرالي) إلى الرؤساء بناءً على مدى توافق سياسات هؤلاء الرؤساء مع أيديولوجياتهم. على سبيل المثال، قد ينظر الاشتراكيون بإيجابية أكبر إلى قادة اليمن الجنوبي السابقين، بينما قد يفضل آخرون النهج الأكثر براغماتية.
  • التجربة الشخصية والمصالح: يتأثر تقييم الفرد للرئيس بتجربته الشخصية خلال فترة حكمه. فمن استفاد اقتصاديًا أو اجتماعيًا قد يكون تقييمه إيجابيًا، بينما من تعرض للظلم أو التهميش أو تضررت مصالحه قد يكون تقييمه سلبيًا للغاية.
  • الأجيال المختلفة: قد تختلف نظرة الجيل الأكبر سنًا، الذي عاصر فترات حكم معينة وعاش أحداثها، عن نظرة جيل الشباب الذي قرأ أو سمع عن تلك الفترات فقط، والذي قد يكون أكثر تركيزًا على قضايا الحاضر والمستقبل.
  • الأولويات المختلفة: كما ذكرنا سابقًا، يختلف الناس في أولوياتهم. من يرى الاستقرار فوق كل اعتبار قد يغفر لرئيس ما تجاوزاته في مجال الحريات. ومن يرى العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد أولوية قصوى قد ينتقد رئيسًا حافظ على الاستقرار ولكنه سمح بانتشار الفساد.
  • تأثير الإعلام والدعاية: يلعب الإعلام دورًا كبيرًا في تشكيل الصورة الذهنية للرؤساء، سواء أثناء فترة حكمهم أو بعدها. قد تساهم الدعاية أو الحملات الإعلامية المضادة في تلميع صورة رئيس أو تشويهها.
إن فهم هذه العوامل يساعد على استيعاب سبب وجود آراء متضاربة حول نفس الشخصية التاريخية. لا يوجد "شعب يمني" واحد متجانس في رؤيته لتاريخه وقادته، بل هناك وجهات نظر متعددة تعكس الفسيفساء اليمنية المعقدة.

صعوبة المقارنة والحكم النهائي

إن محاولة عقد مقارنات مباشرة بين رؤساء حكموا في فترات تاريخية مختلفة وظروف متباينة هي عملية محفوفة بالمخاطر وقد تكون مضللة. فالتحديات التي واجهت السلال في ستينيات القرن الماضي تختلف جذريًا عن تلك التي واجهت صالح في التسعينيات أو هادي بعد 2011.

كما أن طول فترة الحكم يلعب دورًا. فرئيس حكم لسنوات قليلة مثل الحمدي قد يترك انطباعًا إيجابيًا لأنه لم يتح له الوقت الكافي لمواجهة التحديات طويلة الأمد أو ربما ارتكاب أخطاء كبيرة، بينما رئيس حكم لعقود مثل صالح تراكمت في عهده الإنجازات والإخفاقات بشكل يجعل تقييمه أكثر تعقيدًا وتضاربًا.

علاوة على ذلك، فإن الكثير من تاريخ اليمن الحديث لا يزال قيد الكتابة والتحليل، وقد تظهر وثائق أو شهادات جديدة في المستقبل تغير من فهمنا لبعض الأحداث أو دوافع القادة. كما أن الأجيال القادمة قد تنظر إلى هذا التاريخ من منظور مختلف، بعيدًا عن الانفعالات والصراعات الحالية.

لذلك، بدلاً من السعي لإصدار حكم نهائي حول "الأفضل"، قد يكون من الأجدى التركيز على دراسة كل فترة حكم بموضوعية، وفهم سياقها، وتحليل سياساتها وتأثيراتها، واستخلاص الدروس المستفادة للمستقبل، مع ترك مساحة للاختلاف في التفسير والتقييم.

التركيز على المستقبل دروس من الماضي

بدلاً من الغرق في جدل لا ينتهي حول "أفضل رئيس" في الماضي، ربما يكون من الأهم لليمنيين اليوم التركيز على المستقبل واستلهام الدروس من تجارب الماضي، الإيجابية والسلبية، لبناء يمن أفضل.
  • أهمية بناء الدولة: تجارب الماضي تؤكد على أهمية بناء مؤسسات دولة قوية ومستقلة تتجاوز الأشخاص والحكومات.
  • مركزية الوحدة الوطنية: ضرورة العمل على تعزيز الوحدة الوطنية الحقيقية القائمة على المواطنة المتساوية والعدالة والشراكة.
  • التنمية المستدامة: أهمية وضع خطط تنموية شاملة ومستدامة تعالج جذور الفقر والبطالة وتستثمر في الإنسان.
  • الحكم الرشيد ومكافحة الفساد: لا يمكن تحقيق تقدم حقيقي بدون حكم رشيد، شفافية، مساءلة، ومكافحة جادة للفساد.
  • التعددية والمشاركة السياسية: ضرورة إرساء نظام سياسي تعددي يضمن المشاركة الواسعة لجميع مكونات المجتمع في صنع القرار.
  • سيادة القانون وحقوق الإنسان: أهمية بناء دولة يحكمها القانون وتحترم حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
  • العلاقات الخارجية المتوازنة: الحاجة إلى سياسة خارجية تحافظ على استقلال اليمن وسيادته وتبني علاقات متوازنة مع الجميع خدمة للمصالح الوطنية.
 فالمستقبل لا يُبنى بالنظر إلى الخلف فقط، بل بالتعلم من تجارب الماضي واستخدامها كبوصلة لتوجيه المسار نحو الأفضل.

الخاتمة: في النهاية، يتضح أن سؤال "من هو أفضل رئيس حكم اليمن؟" لا يحمل إجابة بسيطة أو موحدة. إن تقييم قادة اليمن هو عملية معقدة تتأثر بالسياق التاريخي، والتحديات الهيكلية، والمعايير المستخدمة، ووجهات النظر المتعددة داخل المجتمع اليمني. كل رئيس ترك بصمات مختلفة، إيجابية وسلبية، وحكم في ظروف فريدة.

بدلاً من البحث عن "بطل" أوحد، قد يكون من الأجدى دراسة تاريخ اليمن الرئاسي بعين ناقدة وموضوعية، وفهم إنجازات وإخفاقات كل فترة، واستيعاب أسباب الاختلاف في التقييمات. الأهم من ذلك هو استخلاص الدروس من الماضي، بكل تعقيداته، والتركيز على بناء مستقبل يمني يقوم على أسس الدولة الحديثة، والمواطنة المتساوية، والحكم الرشيد، والتنمية المستدامة، لضمان حياة أفضل لجميع اليمنيين.
كـــــارم المرحـبـي
كـــــارم المرحـبـي
تعليقات