ميناء رأس عيسى في اليمن

في قلب البحر الأحمر وعلى بعد خطوات من باب المندب، يتمركز ميناء رأس عيسى كأحد الشرايين الاقتصادية الحيوية لليمن. رغم صغر حجمه مقارنة بموانئ أخرى، إلا أن قيمته الاستراتيجية جعلته محط أنظار القوى المتصارعة إقليميًا ودوليًا.

ميناء رأس عيسى

في هذه المقالة، نغوص سويًا في خلفية هذا الميناء، ونسرد لك تاريخه، أهميته، وحتى تفاصيل الهجمات الأخيرة التي طالت منشآته، وكل ذلك بلغة بسيطة ومعلومات دقيقة مستندة إلى مصادر موثوقة.

يقع ميناء رأس عيسى على الساحل الغربي لليمن، شمال غرب مدينة الحديدة، ويطل على البحر الأحمر. يُعد موقعه الاستراتيجي بالغ الأهمية لكونه قريب من مضيق باب المندب، نقطة عبور ثلث تجارة النفط العالمية.

تم افتتاح الميناء عام 1986 كميناء لتصدير النفط الخام القادم من حقول مأرب عبر خط أنابيب يصل طوله إلى أكثر من 400 كيلومتر، وهو متصل بالسفينة العائمة "صافر" التي كانت بمثابة منشأة التخزين الرئيسية.

لعب الميناء دورًا محوريًا في تصدير النفط، وبلغت طاقته التصديرية حوالي 200 ألف برميل يوميًا حتى ما قبل اندلاع الحرب. هذا جعله مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة بالنسبة للحكومة اليمنية.

كان للميناء تأثير مباشر على الحياة الاقتصادية في الحديدة والمناطق المجاورة، إذ وفّر آلاف الوظائف، وساهم في توفير إمدادات الطاقة للسوق المحلية من خلال منشآته التوزيعية.

في سبتمبر 2024، شنّت إسرائيل غارات على منشآت الميناء، زاعمةً أنه يُستخدم في دعم هجمات الحوثيين على الملاحة البحرية. هذه الغارات تسببت في دمار واسع وأثّرت على خدمات الكهرباء في الحديدة.

لاحقًا في أبريل 2025، أعلنت الولايات المتحدة أنها دمرت منصات الوقود في الميناء لكونه مصدرًا حيويًا لدعم العمليات الحوثية. وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 80 شخصًا وإصابة المئات، ما فجر موجة تنديدات محلية ودولية.

ضرب منشآت ميناء رأس عيسى لم يكن فقط ضربة عسكرية، بل تسبب بانقطاع إمدادات الوقود في مناطق واسعة من اليمن، وارتفعت الأسعار بنسبة تتجاوز 60% خلال أيام من الغارة.

كما تفاقمت الأزمة الإنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين، إذ أن تعطّل الميناء أثّر على توزيع المساعدات، وزاد من صعوبة الوصول إلى المناطق المحاصرة والنائية، ورفع نسب الفقر والجوع بشكل غير مسبوق.

1. ما هو ميناء رأس عيسى؟
   هو ميناء نفطي يمني يُستخدم لتصدير النفط من حقول مأرب، ويقع شمال غرب الحديدة.
2. ما أهميته الاقتصادية؟
   كان الميناء يشكل المصدر الأول لتصدير النفط اليمني، ويوفر العملة الصعبة والوقود.
3. متى تعرض للقصف؟
   تعرض لقصف إسرائيلي في سبتمبر 2024، وأمريكي في أبريل 2025.
4. ما الهدف من قصفه؟
   بحسب المهاجمين، كان يستخدم كمركز لتمويل وتخزين عمليات جماعة الحوثي.
5. ما أثر الغارات على السكان؟
   انقطاع وقود، ارتفاع أسعار، زيادة الفقر، وتفاقم أزمة الغذاء والدواء.
6. هل الميناء يعمل حاليًا؟
   الأنباء تشير إلى تعطله بالكامل بعد الغارات الأخيرة وتضرر بنيته التحتية.
7. هل هناك تحركات لإعادة تشغيله؟
   حتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة، لكن الضغوط الدولية متزايدة لاحتواء الأزمة.

ميناء رأس عيسى مش بس منشأة نفطية، هو رمز لمأساة اليمن وتدهور بنيته الاقتصادية تحت ضغط الحروب والصراعات. تدميره ينعكس على كل بيت، وكل أسرة في الداخل.

نأمل أن تتجه الجهود نحو السلام، وأن يتم ترميم ما دُمر، وإعادة الحياة إلى هذه المنشآت التي كانت يومًا ما مصدرًا للفخر والتنمية في اليمن. شارك هذا المقال مع غيرك لتوصيل صوت الحقيقة.