ميناء الحديدة شريان اليمن الاقتصادي والإنساني على شفا الانهيار!

 أين ميناء الحديدة؟

ميناء الحديدة هو أحد أبرز الموانئ اليمنية، ويقع في منتصف الساحل الغربي لليمن على البحر الأحمر، في محافظة الحديدة. تم إنشاؤه عام 1961 بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي، ويُعد ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن. 

ميناء الحديدة شريان اليمن الاقتصادي والإنساني على شفا الانهيار!
ميناء الحديدة شريان اليمن الاقتصادي والإنساني على شفا الانهيار!

يتميز بموقعه الاستراتيجي القريب من الخطوط الملاحية العالمية، ويُعد شرياناً حيوياً لدخول المساعدات والبضائع إلى البلاد، حيث تمر عبره نحو 80% من واردات اليمن الغذائية .(ويكيبيديا، الموسوعة الحرة, الجزيرة نت)

الخصائص والمواصفات

  1. الموقع الجغرافي: يقع على خط عرض 14.50 درجة شمالاً وخط طول 42.56 درجة شرقاً.
  2. المساحة: تبلغ المساحة البرية حوالي 7.5 مليون متر مربع، والمائية نحو 307 مليون متر مربع.
  3. الطاقة الاستيعابية: يضم 8 أرصفة بطول إجمالي يصل إلى 410 أمتار، وبعمق 8 أمتار، ويمكنه استقبال سفن بحمولة تصل إلى 31 ألف طن.
  4. البنية التحتية: يحتوي على 12 مستودعاً لتخزين البضائع، وقناة ملاحية بطول 11 ميلاً بحرياً وعرض 200 متر.

التطورات الأخيرة

في 5 مايو 2025، شنت إسرائيل غارات جوية واسعة النطاق على ميناء الحديدة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، رداً على هجوم صاروخي استهدف مطار بن غوريون. أفادت التقارير بأن أكثر من 30 طائرة إسرائيلية شاركت في الهجوم، وأسقطت ما يقارب 48 قنبلة على الميناء، مما أدى إلى تدميره بالكامل. كما استهدفت الغارات منشآت حيوية مثل مصافي النفط ومحطات الطاقة .

أدى هذا الهجوم إلى توقف حركة الشحن في الميناء تماماً، حيث كانت سفينتان تقومان بتفريغ حمولتهما أثناء الغارات. وقدرت الأضرار بنحو 70% من أرصفة الميناء والمستودعات ومنطقة الجمارك . كما تم استهداف مصنع أسمنت باجل شرق الحديدة، الذي يُستخدم في بناء الأنفاق والبنى التحتية العسكرية التابعة للحوثيين .

الأهمية الاقتصادية والإنسانية

يُعد ميناء الحديدة بوابة رئيسية لدخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية إلى اليمن، خاصة في ظل الأزمة الإنسانية التي تعاني منها البلاد. تدمير الميناء قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، نظراً لاعتماد اليمن بشكل كبير على الواردات التي تمر عبر هذا الميناء .

للمزيد من المعلومات حول ميناء الحديدة، يمكنك زيارة الموقع الرسمي لمؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية: (مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية).(مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية)


ما أهمية ميناء الحديدة في اليمن؟

يُعد ميناء الحديدة واحداً من أهم الموانئ في اليمن، بل ويمكن اعتباره شريان الحياة الاقتصادي والإنساني لملايين السكان، خصوصاً في المحافظات الشمالية. ويكتسب هذا الميناء أهميته من عدة جوانب رئيسية:

أولاً: الأهمية الاقتصادية

ميناء الحديدة هو المنفذ البحري الأساسي الذي تعتمد عليه اليمن في استيراد السلع التجارية والمواد الأساسية، حيث:

تمر عبره حوالي 70% إلى 80% من واردات البلاد.
يستقبل السفن المحمّلة بالغذاء، الأدوية، الوقود، ومواد البناء.
يغذي الأسواق في معظم المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين والمناطق المجاورة.

ثانياً: الأهمية الإنسانية

يلعب الميناء دوراً محورياً في العمليات الإغاثية، خصوصاً في ظل الأزمة الإنسانية الخانقة التي تشهدها اليمن:

  • تعتمد عليه منظمات مثل برنامج الغذاء العالمي (WFP) والصليب الأحمر في إيصال المساعدات.
  • إغلاقه أو قصفه يؤدي إلى انقطاع الغذاء والدواء عن الملايين، مما يفاقم من معاناة السكان.

 ثالثاً: الأهمية الجيوسياسية والاستراتيجية

الموقع الجغرافي للميناء على البحر الأحمر يجعله موقعاً استراتيجياً حساساً:

  1. يقع بالقرب من مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
  2. تحاول قوى إقليمية ودولية السيطرة عليه أو تحييده لأسباب عسكرية وتجارية.
  3. يُستخدم كورقة ضغط في الحرب بين التحالف والحوثيين.

 رابعاً: البنية التحتية والخدمات اللوجستية

يمتلك ميناء الحديدة قدرات لوجستية تؤهله لأن يكون ميناءً محورياً:

  • يحتوي على 8 أرصفة بحرية بقدرة استيعابية عالية.
  • يوجد فيه مستودعات كبيرة وساحات تخزين.
  • مجهّز بمعدات تفريغ وشحن متطورة نسبياً.

خامساً: الآثار المترتبة عند توقفه

عندما يتعرض الميناء لهجوم أو يُغلق، تحدث سلسلة من الأزمات:

  1. ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية في السوق المحلية.
  2. شحّ الوقود ما يؤثر على النقل والكهرباء والمستشفيات.
  3. تفشّي المجاعة وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال.

ميناء الحديدة ليس مجرد منشأة بحرية، بل هو رئة اليمن التي تتنفس عبرها المواد الحيوية. وأي تهديد له يعني تهديد مباشر لحياة ملايين السكان. الحفاظ عليه مفتوحاً وآمناً هو أمر ضروري لإنقاذ أرواح الأبرياء ودعم الاستقرار الاقتصادي والإنساني في البلاد.


✍️ الخاتمة

يظل ميناء الحديدة أحد الأعمدة الأساسية التي يعتمد عليها اليمن في البقاء والصمود، اقتصاديًا وإنسانيًا. فأي تهديد للميناء لا يهدد بضائع وسفن فقط، بل يهدد ملايين الأرواح التي تعتمد عليه في لقمة العيش والدواء.

المطلوب اليوم هو تحييد الميناء عن الصراعات وضمان استمراريته كمنفذ إنساني آمن. فمستقبل اليمن واستقراره يبدأ من ضمان انسيابية الحركة في هذا المرفق الحيوي، الذي لا يزال يمثل بارقة أمل في زمن الأزمات.



كـــــارم المرحـبـي
كـــــارم المرحـبـي
تعليقات